للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولزمناه. فقال النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه فتركتموه، وتبعهتم غيره؟

فقال جعفر: أما الذي كنا عليه فدين الشيطان وأمر الشيطان، نكفر بالله ونعبد الحجارة، فأما الذي نحن عليه فدين الله عز وجل، نخبرك: أن الله بعث إلينا رسولا كما بعث إلى الذين من قبلنا، فأتانا بالصدق والبر ونهانا عن عبادة الأوثان، فصدقناه، وآمنا به واتبعناه. فلما فعلنا ذلك عادانا قومنا، وأرادوا قتل النبي الصادق، وردنا في عبادة الأوثان، ففررنا إليك بديننا ودمائنا، ولو أقرنا قومنا لاستقررنا، فذلك خبرنا.

وأما شأن التحية، فقد حييناك بتحية رسول الله (ص) والذي يحيي به بعضنا بعضا، أخبرنا رسول الله (ص) أن تحية أهل الجنة السلام، فحييناك بالسلام.

وأما السجود، فمعاذ الله أن نسجد إلا لله، وأن نعدلك به.

وأما في شأن عيسى بن مريم، فإن الله عز وجل أنزل في كتابه على نبينا أنه رسول قد خلت من قبله الرسل، ولدته الصديقة العذراء البتول الحصان، وهو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهذا شأن عيسى بن مريم.

فلما سمع النجاشي قول جعفر، أخذ بيده عودا ثم قال لمن حوله: صدق هؤلاء النفر، وصدق نبيهم، والله ما يزيد عيسى بن مريم على ما يقول هذا الرجل، ولا وزن هذا العود. فقال لهم النجاشي:

<<  <   >  >>