وأمر لهم بما يصلحهم، فقال النجاشي: أيكم أدرس للكتاب الذي نزل على نبيكم؟ قالوا: جعفر، فقرأ عليهم جعفر سورة مريم، فلما سمعها عرف أنه الحق، وقال: صدقتم، وصدق نبيكم (ص)، أنتم والله صديقون، امكثوا على اسم الله وبركته آمنين ممنوعين، وألقى عليكم المحبة من النجاشي) (١).
...
(أ) لقد كان عمرو بن العاص رضي الله عنه - وهو يمثل في تلك المرحلة عداوة الله ورسوله - على مستوى نادر من الذكاء والعبقرية، وكان في عرضه لأمر جعفر قد شحن كل ما لديه من حجة، وألقى بها بين يدي النجاشي من خلال النقاط التالية:
(ب) تحدث عن بلبلة جو مكة، وفساد ذات بينها من خلال دعوة محمد (ص)، وهو وافد مكة وممثلها بين يدي النجاشي، فكلامه مصدق لا يعتريه الشك، وهو عند النجاشي موضع ثقته.
(ج) طرق على أخطر وتر يخافه الحاكم وهو خطر زوال السلطة، وأتباع محمد الذين جاؤوا إلى الحبشة سيزلزلون الأض تحت قدمي النجاشي، كما أفسدوا جو مكة، ولولا حب قريش للنجاشي وصداقتها معه، ما تعنوا هذا العناء لنصحه (وأنت لنا عبية صدق، تأتي إلى عشيرتنا بالمعروف
(١) مغازي رسول الله (ص) لعروة بن الزبير / ١١١ - ١١٣ - وقد رواه عن عروة عمرو بن خالد (ثقة) عن ابن لهيعة (صدوق في حديثه ضعف) عن أبي الأسود (ثقة).