للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويأ من تاجرنا عندك) فلا أقل من رد المعروف بمثله. لا أقل من أن نفي حسن الجوار والعلاقة بين مكة والحبشة من تحذيره من هذه الفتنة المخيفة.

(د) وأخطر ما في أمرهم، هو خروجهم على عقيدة النجاشي، وكفرهم بها (فهم لا يشهدون أن عيسى بن مريم إلها، فليسوا على دين قومهم، وليسوا على دينك، وهم مبتدعة دعاة فتنة).

(هـ) ودليل اسصغارهم لشأن الملك، واستخفافهم به، أن كل الناس يسجدون للملك لكنهم لا يفعلون ذلك، فكيف يتم إيواؤهم عندك.

وهو عودة إلى إثار الرعب في نفسه من عدم احترام الدعاة له، حين يستخفون بملكه ولا يسجدون له.

وما فعله عمرو في هذا الموقف يمثل في كل جيل دقة التخطيط في حرب الإسلام ودعاته، وتغذية الحاكمين بهذا السم الزعاف الذي ينفثونه على الدعاة ليقتلوهم به، هو أن الدعوة الإسلامية ورجالاتها خطر على النظام الحاكم، وخارجة عليه، وسوف تبتلع النظام والحاكم، ما لم يبادر إلى وأدها في مهدها.

وتحت هذه الراية أبيد - الذين يأمرون بالقسط من الناس - في كل مكان في الأرض، وعادات الحاكم ويقاليده عرف ودين، ومخالفتها أخطر من مخالفة الدين نفسه.

يساق للسجن إن سب المليك وإن ... سب الإله فكل الناس أحرار

(و) لم يكن حزب الله غافلا عن المؤمرة، وكان يراقب تحركات العدو، ومن

<<  <   >  >>