أجل ذلك أسرع فاسلم زمام المبادرة، ووصل جعفر ووفده، ولم ينتظر حتى تأتي الظروف المواتية لأنها قد لا تأتي، وقد تقع الكارثة، ما لم تتم المبادرة الواعية، ومن أجل ذلك، كان على الباب يستأذن. وبم يستأذن؟ حزب الله يستأذن عليك.
فقد لامس بحكمة ولباقة واعية، الجانب الديني في نفس النجاشي، وأراد مباشرة أن يكسر الطوق الذي أحكمه عمرو، في أن قريشا والنجاشي تحت راية واحدة. لقد حطم تلك الراية، ونفذ إلى أعماق النجاشي ليؤكد له أن جعفر ومن معه هم والنجاشي تحت راية واحدة، راية التوحيد، والوحي من الله، والكتاب المنزل من عنده، بينما تخرج قريش خارج هذه الحظيرة، وهم يعبدون الأوثان والأصنام ويقدسونها من دون الله.
(ز) ومن أجلها لم يتمالك النجاشي نفسه من الإذن بلا وعي، فهل يتأخر عن الإذن لحزب الله؟! ولانسجامه مع هذا النداء الذي لامس أوتار قلبه، طلب ثانية إعادة الاستئذان من الرجل الذي صرخ (حزب الله يستأذن عليك).
(ح) والمعركة على ضراوتها بين عمرو وجعفر، فاهتبل عمرو فرصة عدم سجود جعفر ووفده للملك، وقال مباشرة: ألم نبين لك خبر القوم؟
فقد صدق الواقع قولهم، حين لم يسجدوا للملك، وإذن فكل ما قالوه صحيح، بعد ثبوت جزء من قولهم، وصحته .. وصار