النجاشي في وضع محير، وإن كان لا يزال ألصق بقلبه لعمرو وعمارة.
فكانت الأسئلة، وكأنها تحديد الاتهامات المطروحة، بأسلوب لبق من النجاشي:
ما شأنكم؟ وما نبيكم الذي خرج؟ وأخبروني لم لا تحيوني كما يحييني من جاءني من أهل بلادكم؟ وأخبروني ماذا تقولون في عيسى بن مريم ..
(ط) وبدلا من أن يستسلم جعفر لهذا الهجوم، ويأخذ في الدفاع كان واعيا لكل ما يجري حوله، واستلم ثانية زمام المبادر، ونقل الاتهام إلى عمرو وقومه في كلمات موضحة محددة: إن مطالبة قريش بهم باطلة بشهادة سفير قريش نفسه.
ثلاث كلمات دون أن يضيع الوقت في غيرها .. أعبيد هم؟ هل أهرقوا دما بغير حقه؟ هل أخذوا أموال الناس بالباطل؟
وكان الجواب كله لصالح حزب الله، فما كان الجاهليون ليكذبوا في ذلك الوقت:(بل أحرار كرام .. ولا قطرة واحدة من دم .. ولا قيراط).
وذلك ليأمن ابتداء من سلامة الأرض التي يقف عليها، قبل الخوض في أمر الدين، فذلك له حديث آخر يأتي في موضعه.
(ي) وحين يعرف النجاشي أن القوم أحرار كرام، لم يزهقوا نفسا، ولم يأكلوا