مالا بشهادة أعدائهم أنفسهم، فسيكون سماعه بعدها لعرضهم يختلف عما لو لم تتضح الصورة الآنفة الذكر.
لقد هدم جعفر بناء ضخما أقامه عمرو، حين أكد نظافة حزب الله من كل لوثة بإقرار سفير قريش، وأوجد الجو المناسب للحديث عن العقيدة. فليس هدف جعفر فقط أن يحقق الأمان لحزب الله، ولو كان كذلك لانتهى الأمر عند هذا الحد ..
الهدف هو النجاشي نفسه، قلبه وعقله وعاطفته، أن يدعى إلى الله على بصيرة، وبغاية الحكمة والدقة .. دون أدنى ذرة من التفريط في دين الله، فربح النجاشي على حساب العقيدة هو خسارة لها في حقيقة الأمر، وليكن .. فسلامة الأسلوب وحسنه لا يعني التحريف في العقيدة ليرضى النجاشي، ويأمن القوم.
ونحدد الكلام أكثر، فليس الهدف النجاشي نفسه أن يحمي المؤمنين وينصرهم، بل الهدف أن ينضم النجاشي للدعوة الجديدة .. فما كان الأسلوب إذن انحرافا.
(ك) نعم .. هم لا يؤلهون عيسى بن مريم، لكنهم كذلك لا يخوضون في عرض مريم عليها السلام كما يخوض الأفاكون، بل عيسى بن مريم كلمته وروحه ألقاها إلى مريم البتول العذراء الطاهرة. وليس عند النجاشي زيادة عما قاله جعفر، ولا مقدار هذا العود.
(ل) نعم .. وهم لا يسجدون للنجاشي، فهم معاذ الله أن يعدلونه بالله، ولا