أن لا يقدرون على شيء من فضل الله) الآية، وما قبلها، والمراد أن الله سبحانه أمر المؤمنين بالتقوى ليؤتيهم كفلين من رحمته، ويجعل لهم نورا يمشون به، ليعلم الكفار أن الفضل بيد الله، يؤتيه من يشاء، فإدخال حرف "لا"، هاهنا على جهة الزيادة.
وعندي أن لأبي المعالي أن يقول، في هذه المطالبة: قد أشعر الكلام أيضا بمعنى النفي، لأن إذا كان المقصد إكرام المؤمنين ليعلم الكفار هوانهم، فهم الآن غير عالمين بهوانهم، فقد تضمن سياق الخطاب الإشعار بانتفاء العلم عنهم، وحرف لا للنفي، ووروده هاهنا مشعر أيضا بما انطوى عليه الخطاب من النفي الذي قرررناه.
وقد ألحق بعض الناس أقساما أخر، في هذا الحرف فقال:
يكون للنهي كقوله:(لا تقربوا).
وللدعاء كقوله:(ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به).
وللعطف كقولهم: جاء زيد لا عمرو.
ولكنه قد يكون من أخل بذكر هذه الأقسام رآها يتصور فيها معنى النفي، فاستغنى بعد النفي عن تعديدها.
[حرف "لو"]
وأما حرف "لو" فإنه يمتنع به الشيء لامتناع غيره، تقول: لو زرتني لزرتك، فالزيارة امتنعت من القائل لامتناعها من المخاطب. لكن هذا الحرف يتغير معناه بما يضاف إليه، فإن أضيف (ص ٦٦) إليه حرف لا صار للتخضيض في بعض مجاريه، قال تعالى:(لولا أنزل إليه ملك) معناه هلا تأتينا بالملائكة
وإن أضيف إليه حرف "ما" كانت بهذا المعنى قال تعالى: (لو ما تأتينا بالملائكة) معناه هلا تأتينا بالملائكة.
وإن أضيف إليه حرف "لم" انعكس المعنى، وصار الامتناع لوجوده، لا لامتناعه فإن