أثبتت في الفعلين جميعا، اقتضى ذلك وجودهما، تقول: لو لم تزرني لم أزرك، فالزيارتان وجدتا، وإن انتفى فيهما جميعا، لم يوجد الفعلان، تقول لوزرتني لزرتك، فالزيارتان مفقودتان، وإن ثبت في الأول، خاصة كان الأول هو الموجود دون الثاني، تقول: لو لم تزرني لزرتك، فالقائل قد زاره صاحبه، وهو لم يزره، وإن وجدت في الثاني دون الأول، كان الثاني هو الموجود، تقول: لو زرتني لم أزرك، فالقائل قد زار، وهو لم يزر.
وقد ترد لو بمعنى "إن"، قال تعالى:(ولو أعجبكم)، معناه وإن أعجبكم.
وقد ترد للتعليل، قال عليه السلام:"اتقوا النار، ولو بشق تمرة"، وقال في حديث آخر في الصداق:"ولو خاتم من حديد".
[حرف "لولا"]
وأما حرف "لولا" فإنه يمتنع في الشيء لوجود غيره، تقول: لولا مجيئك إلي لجئتك.
وترد للتخضيض، وقد قدمناه.
[حرف "مِن"]
وأما "مِنْ" فإنها ترد للتبعيض، تقول: أخذت من الكيس درهما.
ولابتداء الغاية، تقول: سرت من البصرة إلى الكوفة.
ولبيان الجنس، تقول: ثوب من خز، وخاتم من فضة، قال تعالى:(فاجتنبوا الرجس من الأوثان).
وترد مزيدة لتشعر بالتعميم، والاستغراق، ذكر سيبوية أنك إذا قلت: ما جاءني رجل، فقد تقرر أنك إنما أردت نفي مجيء رجل واحد، لا رجلين، أو رجال. فإذا قلت ما جاءني من أحد نفيت هذا التقدير، وأشعرت بأنه لم يأتك رجل، ولا رجلان، ولا رجال، لكن سيبويه قصر الزيادة على النفي، ولم يجزها في الإيجاب.