للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في هذا المجال. عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: «ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم» «١» . وكما خصه سبحانه بمحبته كذلك فضله على كافة المخلوقات في الدنيا والآخرة، وخصه بالشفاعة والمقام المحمود:

فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من ينظر إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى الجنة ... وقد خص بالمقام المحمود ولواء الحمد، تحته آدم فمن دونه من الأنبياء. واختصاصه بالسجود لله تعالى أمام العرش، وكلام الله تعالى له: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع؛ ولا كرامة فوق هذا إلا النظر إليه تعالى. وقيامه على يمين العرش الذي يغبطه عليه الأولون الآخرون، وشهادته بين الأنبياء وأممهم ...

وهو صلى الله عليه وسلم صاحب الوسيلة التي هي أعلى درجة في الجنة.. إلى غير ذلك مما يزيده الله تعالى به جلالة وتعظيما وتبجيلا وتكريما على رؤوس الأشهاد من الأولين والآخرين والملائكة أجمعين لقوله تعالى: ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة/ ٥٤] وقوله أيضا: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء/ ٤١] .

عن أبي هريرة (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» «٢» . وفي رواية:

«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد. وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي» «٣» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة يدعوها فأنا أريد إن شاء الله أن أختبىء دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» «٤» .


(١) الذهبي، السيرة النبوية، ص ٣٧٦.
(٢) م. ع. ص ٣٧٦؛ صحيح مسلم ٧/ ٥٩.
(٣) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ٢/ ١٠٥.
(٤) مالك بن أنس، الموطأ (بيروت ١٩٧٩) ص ٣٢٢؛ صحيح مسلم ١/ ١٣١.

<<  <   >  >>