للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورسول رب العالمين والمصطفى والمجتبى والمزكى ... «١» .

ومحبة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم دفعتهم إلى محبة البقاع التي تشرفت بنشأته وترعرعه، ولا سيما المدينة المنورة حيث ضريح أكرم مرسل؛ لذلك نراهم قد أكثروا من وضع الأسماء لها كما فعل أحد الشعراء بقوله [من الرجز] :

«خذ جملة يا صاح من أسماء ... مدينة الهادي من الأسواء

محمد نبيّنا المشرّف ... الهاشميّ المصطفى البرّ الوفي

فطيبة طيّبة وطابه ... وطائب تعرف بالإطابه

حبيبة بيت الرسول والحرم ... وحرم الرسول فاحفظ ما انتظم

ودار الأيمان ودار السّنّة ... ودار فتح مع دار الهجرة

حسنة مختارة مرزوقة ... مؤمنة مسكينة محفوظة

مدخل صدق قبة الإسلام ... شافية من جملة الآلام»

«٢» ومن المعلوم أن قلوب المحبين تتطلع نحو طيبة، وأرواحهم تتشوق لزيارة قبر الرسول الشريف ومسجده المنيف. فقد اتفق المسلمون على أن هذه الزيارة تعتبر من أعظم القربات، وأرجى الطاعات، وهي السبيل إلى الوصول إلى أعلى الدرجات. وكل من اعتقد بغير ذلك فقد خالف الله ورسوله والعلماء الأعلام: «قال القاضي عياض إنها سنة من سنن المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغّب فيها: فقد روى الدارقطني من حديث ابن عمر (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من زار قبري وجبت له شفاعتي. وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون شفيعا له يوم القيامة» «٣» .

وعن أنس بن مالك (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زارني في


(١) را: م. ع. ص ٢٥؛ النويري، نهاية الأرب ١٦/ ٧٣ و ٧٤ وص ٧٩.
(٢) محمود شكري آلوسي، بلوغ الأرب في أحوال العرب (بغداد ١٣١٤ هـ) ١/ ١٩٥.
(٣) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق ٢/ ٤٠٦؛ تقي الدين السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الأنام (بيروت ١٩٧٩) ص ٢؛ الشيباني، تمييز الطيب من الخبيث (بيروت دار الكتاب العربي) ص ١٦٧.

<<  <   >  >>