للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم من بنى كنانة بن خزيمة، والكنانيّون لا يعلمون بمسير امرئ القيس إليهم، فطرقهم فى جند عظيم، فأغار على الكنانييّن وقتل منهم، وهو يظنّ أنهم بنو أسد، ثم تبيّن أنهم ليسوا هم، فقال [١] :

ألا يا لهف نفسى إثر قوم ... هم كانوا الشّفاء فلم يصابوا [٢]

وقاهم جدّهم ببنى أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب

وأفلتهنّ علباء جريضا ... ولو أدركنه صفر الوطاب [٣]

ثم تبع بنى أسد فأدركهم وقتل فيهم قتلا ذريعا، وقال [٤] :

قولا لدودان: عبيد العصا ... ما غرّكم بالأسد الباسل

قد قرّت العينان من وائل ... ومن بنى عمرو ومن كاهل

نطعنهم سلكى ومخلوجة ... كرّك لأمين على نابل [٥]

حلّت لى الخمر وكنت امرءا ... عن شربها فى شغل شاغل

فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل [٦]

١٥٩* ثم إنّ المنذر بن ماء السماء غزا كندة فأصاب منهم، وأسر اثنى


[١] فى ديوانه ٥٠- ٥١ وهى الأصمعية ٤١. ومضى البيت الثانى منها (١١٣) .
[٢] أراد بالشفاء أنهم كانوا شفاء نفسه لو أصابهم، إذ هم قتلة أبيه.
[٣] أفلتهن: يعنى الخيل التى كانت تطلبه فلم تدركه. الجرض والجريض: غصص الموت. يريد أفلتهن مجهودا يكاد يقضى. صفر: خلا. الوطاب: جمع وطب وهو سقاء اللبن. يريد أنه مات فلم تملأ وطابه، أو بقى جسمه صفرا من حياته كما يخلو الوطب من اللبن.
[٤] من قصيدة فى ديوانه ١٥١- ١٥٢ والأبيات ٣- ٥ من الأصمعية ٤٠.
[٥] السلكى: الطعنة المستقيمة تلقاء الوجه. المخلوجة: غير المستقيمة. كرك لأمين:
مثنى «لأم» يقال «سهم لأم» أى: عليه ريش لؤام يلائم بعضه بعضا. النابل:
الرامى بالنبل. يريد: يذهب الطعن فيهم ويرجع كما ترد سهمين على رام رمى بهما.
[٦] مضى فى (٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>