للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أوائل الشعراء]

١٣٦* لم يكن لأوائل الشعراء إلّا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند حدوث الحاجة. فمن قديم الشعر قول دويد بن نهّد القضاعىّ [١] :

اليوم يبنى لدويد بيته ... لو كان للدّهر بلى أبليته

أو كان قرنى واحدا كفيته ... يا ربّ نهب صالح حويته

وربّ عبل خشن لويته [٢]

وقال الآخر:

ألقى علىّ الدّهر رجلا ويدا ... والدّهر ما أصلح يوما أفسدا [٣]

يصلحه اليوم ويفسده غدا [٤]

١٣٧* وقال أعصر [٥] بن سعد بن قيس بن عيلان، واسمه منبّه بن سعد، وهو أبو غنىّ وباهلة والطفاوة [٦] :


[١] «دويد» تصغير «دود» كما نص عليه ابن دريد فى الاشتقاق ٣٢١ وأثبته صاحب القاموس فى مادة «دود» . وثبت فى أصول هذا الكتاب «دريد» بالراء، وهو خطأ.
وهو دويد بن زيد بن نهد، قال فى الاشتقاق: «وهو الذى طال عمره وله حديث» وفى أخبار المعمرين لأبى حاتم (ص ٢٠ طبعة مصر) أنه عاش ٤٥٦ سنة، وفى القاموس أنه عاش ٤٥٠ سنة وأدرك الإسلام وهو لا يعقل. وفيهما أنه قال الشعر الآتى وهو محتضر. والأبيات فى القاموس كما هنا وزاد فى آخرها:
ومعصم مخضب ثنيته
وذكرها أبو حاتم دون الزيادة بتغيير فى الترتيب.
[٢] العبل: الضخم الممتلئ. ورواية أبى حاتم والقاموس «غيل حسن» و «الغيل» بفتح الغين المعجمة: الساعد الريان الممتلئ. ولعله أجود أو أصح.
[٣] ب «ما أصلح شيئا» .
[٤] نقل مصحح ل عن البكرى زيادة
ويسعد الموت إذا الموت عدا
[٥] ويقال فيه «يعصر» أيضا على بدل الياء من الهمزة. وسمى بذلك البيت الثانى هنا.
[٦] البيتان فى الأغانى ١٤: ٨٥ والثانى فى اللسان ٦: ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>