للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٨- ابن مفرغ الحميرى [١]

٦١٨* هو يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميرىّ، حليف لقريش، يقال إنّه كان عبدا للضّحّاك بن عبد عوف الهلالىّ فأنعم عليه، ويقال سمّى أبوه مفزّغا لأنّه كان خاطر على شرب سقاء لبن، فشربه حتّى أتى عليه. ولمّا ولى سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان استصحبه، فلم يصحبه، وصحب عبّاد بن زياد بن أبى سفيان، فلم يحمده، وكان عبّاد طويل اللحية عريضها، فركب ذات يوم وابن مفرّغ معه فى موكبه، فهبّت الريح فنفشت لحيته، فقال ابن مفرغ:

ألا ليت اللّحى كانت حشيشا ... فنعلفها دوابّ المسلمينا

وقال أيضا:

سبق عبّاد وصلّت لحيته ... وكان خرّازا تجور فريته

فبلغ ذلك عبّادا فجفاه وحقد عليه، فقال ابن مفرغ بعد انصرافه عنه:

إنّ تركى ندى سعيد بن عثما ... ن فتى الجود ناصرى وعديدى

واتّباعى أخا الرّضاعة واللّؤ ... م لنقص وفوت شأو بعيد [٢]

قلت واللّيل مطبق بعراه: ... ليتنى متّ قبل ترك سعيد

فأخذه عبيد الله بن زياد فحبسه وعذّبه، وسقاه التّربذ فى النبيذ، وحمله على بعير، وقرن به خنزيرة، فأمشاه بطنه مشيا شديدا، فكان يسيل (منه ما يخرج)


[١] ترجمته فى الجمحى ١٤٣- ١٤٤ والأغانى ١٧: ٥١- ٧٣ والخزانة ٢: ٢١٠- ٢١٦، ٥١٤- ٥٢١ والاشتقاق ٣٠٩- ٣١٠ وسماه «يزيد بن زياد بن ربيعة» وزيادة «زياد» فى نسبه خطأ. ويزيد شاعر إسلامى من شعراء الدولة الأموية. وأخباره مع عباد فى تاريخ الطبرى ٦: ١٧٧- ١٧٩. وكتب عنه مقال للدكتور طه حسين فى مجلة الكاتب المصرى (العدد الثانى نوفمبر سنة ١٩٤٥ م) .
[٢] فى الأغانى ١٧- ٦١ والخزانة ٢: ٢١٤، ٥١٦ «أخا الضراعة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>