للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩٢- الأحوص [١]

٩٠٧* هو الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح. وعاصم بن ثابت من الأنصار، وهو حمىّ الدّبر [٢] .

٩٠٨* وكان الأحوص يرمى بالأبنة والزّنا، وشكى إلى عمر بن عبد العزيز فنفاه من المدينة إلى قرية من قرى اليمن على ساحل البحر، فدخل إليه عدّة من الأنصار فكلّموه فيه: وسألوه أن يردّه إلى المدينة، فقال [٣] لهم عمر:

من القائل:

أدور ولولا أن أرى أمّ جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور؟

قالوا: الأحوص، قال: فمن الذى يقول:

ستبلى لكم فى مضمر القلب والحشا ... سريرة حبّ يوم تبلى السّرائر؟

قالوا: الأحوص، قال: فمن الذى يقول:

الله بينى وبين قيّمها ... يفرّ منى بها وأتّبع؟


[١] ترجمته ١٣٧- ١٤٠ والأغانى ٤: ٤٠- ٥٨ والمؤتلف ٤٧- ٤٨ واللآلى ٧٣ والخزانة ١: ٢٣١- ٢٣٤.
[٢] الدبر، بفتح الدال وسكون الباء: النحل والزنابير. وسمى عاصم «حمى الدبر» لأن النحل حمته من المشركين أن يمثلوا به بعد قتله. وكان رضى الله عنه من السابقين الأولين. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نفر من أصحابه إلى عضل والقارة يفقهونهم ويقرئونهم القرآن، حين سألوه ذلك. ثم غدروا بهم فقتلوهم، وذلك قصة يوم الرجيع سنة ٣ من الهجرة. وكان عاصم قد عاهد الله أن لا يمس مشركا أبدا ولا يمسه مشرك، فلما أرادوا أن يأخذوه أرسل الله عليهم الدبر فحمته منهم. انظر الإصابة ٤: ٣ وسيرة ابن هشام ٦٣٩.
[٣] فى الأغانى والخزانة أن الذى نفاه هو سليمان بن عبد الملك، وأنه أقام منفيّا إلى أن ولى عمر بن عبد العزيز، فكتب إليه الأحوص يستأذنه فى القدوم، وسأله الأنصار أيضا أن يقدمه إلى المدينة.. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>