للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٣- زهير بن جناب [١]

٦٤٥* هو من كلب، وهو جاهلىّ قديم. ولمّا قدمت الحبشة تريد هدم البيت خرج زهير فلقى ملكهم، فأكرمه ووجّهه إلى ناحية العراق يدعوهم إلى الدخول فى طاعته، فلمّا صار فى أرض بكر بن وائل لقيه رجل منهم، فطعنه طعنة أشوته، فنجا وخرج هاربا، فقال الذى طعنه [٢] :

طعنة مّا طعنت فى غبس اللّي ... ل زهيرا، وقد توافى الخصوم [٣]

خاننى الرّمح إذ طعنت زهيرا ... وهو رمح مضلّل مشؤوم

٦٤٦* وهو من المعمّرين، وهو القائل فى عمره [٤] :

الموت خير للفتى ... فليهلكن وبه بقيّه

من أن يرى الشّيخ الكبي ... ر يقاد يهدى بالعشيّه

(من كلّ ما نال الفتى ... قد نلته إلا التّحيّه) [٥]

٦٤٧* وهو أحد النفر الثلاثة الذين شربوا الخمر صرفا حتّى ماتوا، وهم:

زهير بن جناب، وأبو براء (عامر) ملاعب الأسنّة عمّ لبيد، وعمرو بن كلثوم التغلبىّ. فأمّا زهير فإنّه قال ذات يوم: إنّ الحىّ ظاعن، فقال عبد الله بن عليم


[١] ترجمته وأخباره فى الجمحى ١٢- ١٣ والمعمرين ٢٤- ٢٩ والأغانى ٢١: ٦٣- ٦٩ والمؤتلف ١٣٠ وابن الأثير ١: ٢٥٠- ٢٠٧. وله قصيدة فى اللسان ١٣: ٤٧.
[٢] هذا الذى طعنه هو ابن زبابة من بنى تيم الله بن ثعلبة، كما فى الأغانى وابن الأثير.
واسمه «عمرو بن الحر بن همام» وقيل «سلمة بن ذهل» وهو جاهلى، وانظر المرزبانى ٢٠٨ وشرح الحماسة ١: ١٤٣. والبيتان ومعهما ثالث فى الأغانى وابن الأثير.
[٣] غبس: بالسين المهملة، وفى الأغانى «غبش» بالمعجمة وفى س ف وابن الأثير «غلس» وكلها بمعنى الظلمة.
[٤] من قصيدة فى المعمرين وذكر بعضها فى الأغانى.
[٥] التحية: البقاء، أو الملك، قال ابن الأعرابى: «أراد البقاء، لأنه كان ملكا فى قومه» . والبيت مع آخرين فى الأنبارى ١١٧ والمؤتلف ١٣٠ واللسان ١٨: ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>