للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٢- أبو محجن [١]

٧١٢* هو من ثقيف، وكان مولعا بالشراب، مشتهرا به، وكان سعد بن أبى وقاص حبسه فيه، فلمّا كان يوم القادسيّة وبلغه ما يفعل المشركون بالمسلمين، وهو عند أمّ ولد لسعد، قال:

كفى حزنا أن تطعن الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علىّ وثاقيا [٢]

إذا قمت عنّانى الحديد وغلّقت ... مغاليق من دونى تصمّ المناديا [٣]

(وقد كنت ذا أهل كثير وإخوة ... فقد تركونى واحدا لّا أخا ليا)

هلمّ سلاحى، لا أبا لك، إننى ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا

فقالت له أمّ ولد سعد: أتجعل لى إن أنا أطلقتك أن ترجع حتّى أعيدك فى الوثاق؟ قال: نعم، فأطلقته، وركب فرسا لسعد بلقاء، وحمل على المشركين، فجعل سعد يقول: لولا أنّ أبا محجن فى الوثاق لظننت أنّه أبو محجن وأنّها فرسى، وانكشف المشركون، وجاء أبو محجن فأعادته فى الوثاق، وأتت سعدا فأخبرته، فأرسل إلى أبى محجن فأطلقه، وقال: والله لا حبستك فيها أبدا، قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها بعد اليوم أبدا.


[١] ترجمته فى الجمحى ٦٨ والاشتقاق ١٨٥ والمؤتلف ٩٥- ٩٦ والأغانى ٢١: ١٣٧- ١٤٣ والإصابة ٧: ١٧٠- ١٧٢ والخزانة ٣: ٥٥٠- ٥٥٦ وشواهد العينى ٤: ٣٨١- ٣٨٢ وخبره فى وقعة القادسية فى الطبرى ٤: ١٢٣- ١٢٤، ١٣٩ وديوانه صغير مطبوع بمصر قديما، بدون تاريخ، بشرح أبى هلال العسكرى، وعندى منه نسخة مخطوطة مصورة. وقال ابن دريد: «كان شاعرا فارسا شجاعا، شهد القادسية، وكان له فيها بلاء عظيم» . و «محجن» بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم.
[٢] س ب «أن تطرد الخيل» وهى توافق رواية الجمحى.
[٣] عنانى: حبسنى وأسرنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>