للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطره، وعمّن رفعه الله بالمديح، وعمّن وضعه بالهجاء وعمّا أودعته العرب من الأخبار النافعة، والأنساب [١] الصحاح، والحكم المضارعة لحكم الفلاسفة، والعلوم فى الخيل، والنجوم [٢] وأنوائها والاهتداء بها، والرياح وما كان منها مبشّرا أو جائلا، والبروق وما كان منها خلّبا أو صادقا، والسحاب وما كان منها جهاما أو ماطرا، وعمّا يبعث منه البخيل على السماح، والجبان على اللقاء، والدّنّى على السّموّ.

١٧* غير أنى رأيت ما ذكرت من ذلك فى كتاب العرب [٣] كثيرا كافيا [٣] ، فكرهت الإطالة بإعادته. فمن أحبّ أن يعرف ذلك، ليستدلّ به على حلو [٤] الشعر ومره. نظر فى ذلك الكتاب، إن شاء الله تعالى.

[أقسام الشعر]

١٨* قال أبو محمّد: تدبّرت الشعر فوجدته أربعة أضرب.

[ألف- ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه]

١٩* ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه، كقول القائل فى بعض بنى أميّة [٤] :


[١] فء «والأسباب» .
[٢] ف هـ س «وفى النجوم» .
[٣] هـ «فى أنساب العرب» . وبحاشيةء «لابن قتيبة كتاب فى تفضيل العرب. قاله ابن عبد ربه» . وكلام ابن عبد ربه فى العقد الفريد ٢: ٨٨ ونقل عنه شيئا. وفى شأنه كلام طويل للأستاذ أحمد زكى العدوى فى ترجمة ابن قتيبة فى أول الجزء الرابع من عيون الأخبار ٣٢- ٣٣. وقد وجد الشيخ جمال الدين القاسمى رحمه الله قطعة من أول هذا الكتاب، فنشرها فى مجلة «المقتبس» ثم نشرها علامة الشأم الأستاذ محمد كرد على فى مجموعة «رسائل البلغاء» ٢٦٩- ٢٩٥ ولكن كتب فى عنوانها أن ابن قتيبة من أهل القرن الخامس، وهو خطأ، فإنه من علماء القرن الثالث.
[٤] هذان البيتان للحزين الكنانى من أبيات يمدح بها عبد الله بن عبد الملك بن مروان.
وزعم أبو تمام فى الحماسة أنهما له فى مدح زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب (٤: ١٦٧- ١٦٩ من شرح التبريزى) وزعم غيره أنهما من أبيات للفرزدق فى مدح زين العابدين. قال الأصبهانى فى الأغانى «وهو غلط ممن رواه فيها، وليس هذان البيتان مما يمدح به مثل على بن الحسين عليهما السلام، وله من الفضل المتعالم ما ليس لأحد» . وقال أيضا: «والصحيح أنها للحزين فى عبد الله بن عبد الملك، وقد غلط ابن عائشة فى إدخاله البيتين فى تلك الأبيات، وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعانى،

<<  <  ج: ص:  >  >>