١٣٩٨* هو حمّاد بن عمر، من أهل الكوفة، مولى لبني سواءة بن عامر ابن صعصعة وكان معلّما وشاعرا محسنا.
١٣٩٩* وكان بالكوفة ثلاثة يقال لهم الحمّادون: حمّاد عجرد، وحمّاد الراوية، وحمّاد بن الزّبرقان النحوىّ. وكانوا يتنادمون ويتعاشرون، وكأنهم نفس واحدة، ويرمون جميعا بالزندقة.
١٤٠٠* وكان حمّاد بن الزّبرقان عتب على حمّاد الرواية فى شىء، فهجاه وقال:
نعم الفتى لو كان يعرف قدره ... ويقيم وقت صلاته حمّاد
هدلت مشافره الدّنان فأنفه ... مثل القدوم يسنّها الحدّاد
وابيضّ من شرب المدامة وجهه ... فبياضه يوم الحساب سواد
١٤٠١* وحمّاد عجرد هو القائل:
إنّ الكريم ليخفى عنك عسرته ... حتّى تراه غنيّا وهو مجهود
وللبخيل على أمواله علل ... زرق العيون عليها أوجه سود
إذا تكرّمت أن تعطى القليل ... تقدر على سعة لم يظهر الجود
أبرق بخير ترجّى للنّوال فما ... ترجى الثمار إذا لم يورق العود
بثّ النّوال ولا تمنعك قلّته ... فكلّ ما سدّ فقرا فهو محمود «٢»