١٣٤٩* هو محمّد بن ذؤيب الفقيمىّ، ولم يكن من أهل عمان، وإنّما قيل له «عمانىّ» لأنّ دكينا الراجز نظر إليه وهو يسقى الإبل ويرتجز، فرآه غلّيما مصفرّ الوجه ضريرا مطحولا «٢» ، فقال: من هذا العمانىّ؟ فلزمه الاسم. وإنما نسبه إلى عمان لأنّ عمان وبيّة، وأهلها مصفرّة وجوههم مطحولون، وكذلك البحران.
قال الشاعر:
من يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما فى بطنه وهو جائع
١٣٥٠* ودخل على الرشيد لينشده، وعليه قلنسوة، طويلة وخفّ ساذج، فقال له: إيّاك أن تنشدنى إلا وعليك عمامة عظيمة الكور وخفّان دلقمان «٣» ، فبكر عليه من الغد وقد تزيّا بزىّ الأعراب، ثم أنشده وقبّل يده، وقال: يا أمير المؤمنين، قد- والله- أنشدت مروان ورأيت وجهه وقبّلت يده وأخذت جائزته، ثم يزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، ثم السفّاح، ثم المنصور، ثم المهدىّ، كلّ هؤلاء رأيت وجوههم وقبّلت أيديهم وأخذت جوائزهم، إلى كثير من أشباه الخلفاء وكبار الأمراء والسادة الرؤساء، لا والله ما رأيت فيهم أبهى منظرا ولا أحسن وجها ولا أنعم كفّا ولا أندى راحة منك يا أمير المؤمنين، فأعظم له