١٠٩٤* هو من عذرة، وهو أحد العشّاق الّذين قتلهم العشق «٢» ، وصاحبته عفراء بنت مالك العذريّة.
١٠٩٥* وكان عروة يتيما فى حجر عمّه، حتّى بلغ، فعلق عفراء علاقة الصّبى، وكانا نشآ معا، فسأل عمّه أن يزوّجه إيّاها، فكان يسوّفه، إلى أن خرج فى عير لأهله إلى الشأم، وخطب عفراء ابن عمّ لها من البلقاء، فتزوّجها، فحملها إلى بلده، وأقبل عروة فى عيره راجعا، حتّى إذا كان بتبوك، نظر إلى رفقة مقبلة من ناحية المدينة فيها امرأة على جمل أحمر، فقال لأصحابه: والله لكأنّها شمائل عفراء، فقالوا: ويحك! ما تترك ذكر عفراء على حال من الحال!! فلم يرع إلا بمعرفتها، فبئس قائما «٣» لا يحير جوابا، حتّى نفذ القوم فذلك قوله:
وإنّى لتعرونى لذكراك روعة ... لها بين جلدى والعظام دبيب
وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتّى ما أكاد أجيب «٤»
وأصرف عن رأيى الّذى كنت أرتئى ... وأنسى الّذى أعددت حين تغيب
ويظهر قلبى عذرها ويعينها ... علىّ، فما لى فى الفؤاد نصيب