(وقد علمت نفسى مكان شفائها ... قريبا، وهل ما لا ينال قريب؟
لئن كان برد الماء أبيض صافيا ... إلىّ حبيبا، إنّها لحبيب)
ثم انصرف إلى أهله باكيا محزونا، فأخذه الهلاس «١» ، حتّى لم يبق منه شىء، وقال قوم: هو مسحور، وقال قوم: به جنّة، وقالوا: باليمامة طبيب يقال له سالم، له تابع من الجنّ، وهو أطبّ الناس، فساروا إليه من أرض بنى عذرة حتّى جاؤوه، فجعل يسقيه وينشّر عنه «٢» ، فقال: يا هناه! هل عندك من الحبّ رقية قال: لا والله، فانصرفوا، فمرّوا بطبيب بحجر «٣» ، فعالجه وصنع به مثل ذلك، فقال عروة: إنّه والله ما دوائى إلا شخص بالبلقاء، فانصرفوا به، وفى ذلك يقول «٤» :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه ... وعرّاف حجر إن هما شفيانى
فما تركا من رقيّة يعلمانها ... ولا سلوة إلا بها سقيانى «٥»
فقالا: شفاك الله، والله ما لنا ... بما حمّلت منك الضّلوع يدان