للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦- المتلمس

٢٨٣* هو جرير بن عبد المسيح، من بنى ضبيعة، وأخواله بنو يشكر، وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة، وهو الذى كان كتب له إلى عامل البحرين مع طرفة بقتله، وكان دفع كتابه إلى غلام بالحيرة ليقرأه، فقال له:

أنت المتلمّس؟ قال: نعم، قال: فالنجاء، فقد أمر بقتلك، فنبذ الصحيفة فى نهر الحيرة وقال [١] :

ألقيتها بالثّنى من جنب كافر ... كذلك أفنى كلّ قطّ مضلّل [٢]

رضيت لها بالماء لمّا رأيتها ... يجول بها التّيّار فى كلّ جدول

وكان أشار على طرفة بالرجوع، فأبى عليه، فهرب إلى الشأم، فقال [٣] :

من مبلغ الشّعراء عن أخويهم ... خبرا، فتصدقهم بذاك الأنفس

أودى الذى علق الصّحيفة منهما ... ونجا، حذار حبائه، المتلمّس

ألق الصّحيفة، لا أبا لك، إنّه ... يخشى عليك من الحباء النّقرس [٤]


[١] ستأتى الإشارة إلى القصة وشىء من التفصيل ٨٧، ٩١ ل وهى فى الأغانى ٢١:
١٢٥- ١٢٧ ومعم البلدان ٧: ٢٠٨ والخزانة ١: ٤٤٦ و ٣: ٧٣ ومجمع الأمثال ١: ٣٥٠- ٣٥٢.
[٢] اللسان ٦: ٤٦٣ و ٢٠: ٦٥ والثنى: منعطف النهر. كافر: اسم علم لنهر الحيرة.
أفنى: واضحة المعنى، من الإفناء، وهكذا رواية هذا الكتاب. ورواية معجم البلدان «أفنو» بالفاء، ولا معنى لها. ورواية الأغانى ومجمع الأمثال ومختارات ابن الشجرى «أقنو» بالقاف، وفسرها فى الأغانى: «قال أبو عمرو: أقنو: أحفظ، وقال غيره:
أقنو: أجزى، يقال: لأقنونك قناوتك، أى: لأجزينك بفعلك» . ونحو هذا فى اللسان. وفى الأغانى: «القط: الصحيفة. فيقول: حفظى لهذا الكتاب أن أرمى به فى الماء» .
[٣] الأبيات فى الخزانة ٣: ٧٣. وهى فى الأغانى ٢١: ١٢٧ مع آخرين، والأولان فيه ١٢٦ دون الثالث مع ثلاثة أخر.
[٤] النقرس: داء معروف فى الرجلين، وفسر فى اللسان هنا ٨: ١٢٧ بالهلاك والداهية العظيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>