للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام فمشى، وكان أعور سناطا [١] قصيرا حمش الساقين، فقالت ابنته: ما رأيت كاليوم ساقى واف؟ فقال لابنته: يا بنيّة، هما ساقا غادر شرّ، وقال:

لقد آليت أغدر فى جداع ... ولو منّيت أمّات الرّباع [٢]

لأنّ الغدر فى الأقوام عار ... وإنّ الحرّ يجزأ بالكراع

١٦٢* ولم يزل ينتقل من قوم إلى قوم بجبلى طيئ، ثم سمت به نفسه إلى ملك الروم. فأتى السمّوأل بن عادياء اليهودىّ، ملك تيماء، وهى مدينة بين الشأم والحجاز، فاستودعه مائة درع وسلاحا كثيرا، ثم سار ومعه عمرو بن قميئة، أحد بنى قيس بن ثعلبة، وكان من خدم أبيه [٣] ، فبكى ابن قميئة، وقال له: غرّرت بنا، فأنشأ امرؤ القيس يقول [٤] :

بكى صاحبى لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

وإنى أذين إن رجعت مملكا ... بسير ترى منه الفرانق أزورا [٥]

على ظهر عادىّ تحاربه القطا ... إذا سافه العود الدّيافىّ جرجرا [٦]


[١] السناط، بكسر السين وضمها: الذى لا لحية له.
[٢] الجداع: السنة الشديدة تذهب بكل شىء. وفى ل «جذاع» وهو خطأ. والبيت فى اللسان ١: ٣٨ و ٩: ٣٩١، ١٤: ٢٩٥.
[٣] ستأتى ترجمة عمرو بن قميئة (٢٢٢- ٢٢٣ ل) .
[٤] من قصيدة طويلة فى الديوان ٦٦- ٧٦.
[٥] الأذين: الزعيم والكفيل. وهذه رواية أبى عبيدة، كما فى اللسان ١٦: ١٤٧ والبيت فيه أيضا ١٢: ١٨٢ ورواية الديوان «وإنى زعيم» . الفرانق: سبع يصيح بين يدى الأسد كأنه ينذر الناس به، ويقال إنه شبيه بابن آوى، وانظر المعرب للجواليقى طبعة دار الكتب بتحقيقنا ٢٣٨. أزور: مائل العنق.
[٦] العادى: الطريق القديم. ورواية الديوان واللسان ١١: ٦٦
على لا حب لا يهتدى بمناره
سافه: شمه. العود: الجمل المسن وفيه بقية. الديافى: نسبة إلى دياف، وهى قرية بالشأم تنسب إليها النجائب. يريد: إذا ساف الجمل تربة هذا الطريق جرجر جزعا من بعده وقلة مائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>