للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرّابة بالمشفر الأذبّه ... ذات هباب فى يديها جلبه [١]

فقال النعمان: أبو أمامة! فأذنوا له، فدخل فحيّاه وشرب معه، ووردت النّعم السّود، ولم يكن لأحد من العرب بعير أسود يعلم مكانه، ولا يفتحل أحد فحلا أسود، فاستأذنه أن ينشده، فأنشده كلمته التى يقول فيها:

فإنّك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب

فدفع إليه مائة ناقة من الإبل السود، فيها رعاؤها، فما حسدت أحدا حسدى النابغة، لما رأيت من جزيل عطيته، وسمعت من فضل شعره.

٢٥٢* ثم إنّ النعمان بلّغ عنه شيئا، فنذر دمه، فسار النابغة إلى ملوك غسّان. وقد اختلفوا فى السبب الذى بلغه عنه، فقال قوم: ذكروا أنّه هجاه فقال:

ملك يلاعب أمّه وقطينه ... رخو المفاصل أيره كالمرود [٢]

٢٥٣* وهجاه أيضا فقال قصيدة فيها:

قبح الله ثم ثنّى بلعن ... وارث الصائغ الجبان الجهولا [٣]

من يضرّ الأدنى ويعجز عن ض ... رّ الأقاصى ومن يخون الخليلا [٤]

يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثم لا يرزأ العدوّ فتيلا


[١] الهباب، بكسر الهاء: النشاط. الجلية: بالجيم: الجلدة التى تغشى التميمة. وفى ب د «خلبة» بضم الخاء، وبحاشية د «يعنى حبل الليف» .
[٢] البيت والأبيات الآتية فى الأغانى ٩: ١٥٨. وهو فى الأغانى أيضا ٢١: ١٣١ فى قصيدة للمتلمس يهجو بها عمرو بن هند.
[٣] مضى البيت ١١٢ وضبط «قبح» هنا فى ل بتشديد الباء، وهو خطأ كما بينا هناك.
الصائغ: أثبت هنا وفيما يأتى بعد الأبيات فى ل «الصانع» وهو مخالف لما مضى ولما فى الأغانى.
[٤] عجز: من بابى «ضرب وسمع» وضبط المضارع هنا فى ل بضم الجيم، وليس له سند.

<<  <  ج: ص:  >  >>