للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرع الرّؤوس لصوتها زجل ... فى النّبع والكحلاء والسّدر [١]

بكرت تبغّى الخير فى سبل ... مخروفة ومسارب خضر [٢]

٢٧٧* وقال المسيّب يذكر النحل:

بكرت تعرّض فى مراتعها ... فوق الهضاب بمعقل الوبر [٣]

وغدت لمسرحها، وخالفها ... متسربل أدما على الصّدر

فأصاب ما حذرت، ولو علمت ... حدبت عليه بضيّق وعر

حتّى تحدّر من عوازبه ... أصلا بسبع ضوائن وفر [٤]

وقال الجعدىّ:

حتى إذا عقلت وخالفها ... متسربل أدما على الصّدر [٥]

صدع أسيّد من شنوءة مشّ ... اء قتلن أباه فى الدّهر [٦]

يمشى بمحجنه وقربته ... متلطّفا كتلطّف الوبر

فأصاب غرّتها ولو شعرت ... حدبت عليه بضيّق وعر

حتّى تجدّر من منازلها ... أصلا بسبع ضوائن وفر

٢٧٨* ومما يستجاد له من شعره قوله فى ذى الرّقيبة ولقد شهدت


[١] الكحلاء: نبت ترعاه النحل. والبيت فى اللسان ١٤: ١٠٤.
[٢] مخروفة: مجنية، يقال «خرف النخل يخرفه خرفا» صرمه واجتناه.
[٣] الوبر: دويبة على قدر السنور، غبراء أو بيضاء، من دواب الصحراء، حسنة العينين شديدة الحياء، وهى طحلاء اللون لا ذنب لها، تدجن فى البيوت.
[٤] ضوائن: جمع ضائنة، وأصلها الشاة من الغنم، وأراد به السقاء المتخذ من مسكها، كما قالوا «الضئنى» للسقاء الذى يمخض به الرائب إذا كان ضخما من جلد الضأن.
وصرف لضرورة الشعر، وأثبت فى ل، هنا وفى بيت الجعدى الآتى بالمنع من الصرف، وبه يختل الوزن.
[٥] عقلت: صعدت فى الجبل وامتنعت.
[٦] الصدع، بفتح الدال وسكونها: الرجل الشاب المستقيم القناة، شبه بالصدع من الوعول، وهو المدمج الشديد الخلق الشاب الصلب القوى. أسيد: تصغير أسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>