للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقاتل يومئذ فأبلى، واستنقذ ما كان بأيدى عدوهم (من الغنيمة) ، فادّعاه أبوه بعد ذلك، وألحق به نسبه.

٤١٨* وهو أحد أغربة العرب [١] ، وهم ثلاثة: عنترة، وأمّه زبيبة، سوداء، وخفاف بن عمير الشّريدىّ، من بنى سليم، وأمّه ندبة، وإليها ينسب، وكانت سوداء، والسّليك بن عمير السعدىّ، وأمّه سلكة، وإليها ينسب، وكانت سوداء.

٤١٩* وكان عنترة من أشدّ أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده. وكان لا يقول من الشعر إلّا البيتين والثلاثة، حتّى سابّه رجل من بنى عبس، فذكر سواده وسواد أمّه وإخوته، وعيّره بذلك، وبأنّه لا يقول الشعر، فقال له عنترة:

والله إنّ الناس ليترافدون بالطّعمة [٢] ، فما حضرت مرفد الناس أنت ولا أبوك ولا جدّك قطّ، وإنّ الناس ليدعون فى الغارات فيعرفون بتسويمهم، فما رأيناك فى خيل مغيرة فى أوائل الناس قطّ، وإنّ اللّبس ليكون بيننا، فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدّك خطّة فيصل [٣] ، وإنّما أنت فقع نبت بقرقر [٤] ، وإنى لأحتضر البأس، وأوفى المغنم، وأعفّ عن المسألة، وأجود بما ملكت (يدى) ، وأفصل الخطّة الصّمعاء [٥] ، وأما الشعر فستعلم. فكان أوّل ما قال قصيدة:


[١] أغربة العرب: سودانهم، شبهوا بالأغربة فى لونهم. وتجد بيانهم فى اللسان ٢:
١٣٨ وستأتى الإشارة إليهم ١٩٦ ل و ٢١٤ ل.
[٢] يترافدون: يتعاونون، والرفد: العطاء والصلة. الطعمة، بضم الطاء: المأكلة والدعوة إلى الطعام.
[٣] فى اللسان: «الفصل: القضاء بين الحق والباطل، واسم ذلك القضاء الذى يفصل بينهما فيصل» .
[٤] الفقع، بالفتح والكسر: الرخو من الكمأة، وهو أردؤها. القرقر: الأرض المطمئنة اللينة. وهذا مثل، يقال «أذل من فقع بقرقر» لأن الدواب تنجله بأرجلها ولا أصول له ولا أغصان. انظر مجمع الأمثال ١: ٢٤٩ واللسان ١٠: ١٢٦.
[٥] الصمعاء: الماضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>