للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمثال الهضاب كأنّ ركبا ... عليها من بنى حام قعودا

أبا وهب حزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا

فعد إنّ الكريم له معاد ... وظنّى يا ابن أروى أن تعودا [١]

فقال لها لبيد: أحسنت لولا أنّك استطعمتيه، (قالت: إنه ملك وليس بسوقة، ولا بأس باستطعام الملوك) .

٤٧٣* وملاعب الأسنّة هو عمّ لبيد، واسمه عامر بن مالك، وسمّى ملاعب الأسنّة لقول أوس بن حجر:

ولاعب أطراف الأسنّة عامر ... فراح له حظّ الكتيبة أجمع

٤٧٤* وكان ملاعب الأسنّة أخذ أربعين مرباعا فى الجاهليّة، ولمّا كبر عامر وأهتر تنازع عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة الجعفريّان فى الرئاسة، حتّى تنافرا إلى هرم بن قطبة بن سيّار الفزارىّ [٢] .

٤٧٥* وأربد بن قيس الذى أتى النبىّ صلى الله عليه وسلم غادرا هو أخو لبيد لأمه، وكان


[١] هكذا ضبطت فى ل «فعد إن» فعل أمر من العود. وضبطت فى الكامل للمبرد فى طبعة أوروبة وطبعات مصر «فعدان» بكسر العين وتشديد الدال المفتوحة ورفع النون.
والعدان: الزمان والعهد، وعدان الشباب والملك: أولهما وأفضلهما، وهو «فعلان» من «العد» أو «فعلال» من «العدن» بمعنى الإقامة. والأظهر عندى الأخير، ومنه «المعدن» وهو مكان كل شىء يكون فيه أصله ومبدؤه، ومنه «معادن العرب» . وأنا أرجح ما ثبت فى نسخ الكامل لدقة التصحيح والتوثق فى الطبعة الأوربية منه، ولما فى المعنى من البلاغة العالية بالإشارة إلى السؤال تلميحا لا تصريحا، إذ تقول له: إن الكريم له معاد إلى مبدئه ومعدنه وأصله، أى: أن ذلك يرجع به إلى طبيعته فى الكرم والجود. انظر الكامل بتحقيقنا ٧٨٢ وشرح المرصفى ٦: ١٩٦. وليس معى الأصول المخطوطة من هذا الكتاب «الشعر والشعراء» التى أخذ عنها مصحح ل حتى أثق من أنه أثبت الضبط عنها، ولكنى أثبت الكلمة كما أثبتها، احتياطا.
[٢] خبر هذه المنافرة مفصل فى الأغانى ١٥: ٥٠- ٥٦ وستأتى الإشارة إليها ١٩٢ ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>