يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل
وابن مارية هو الحارث الأعرج بن أبى شمر الغسّانىّ. وكان أثيرا عندهم، ولذلك يقول:
قد أرانى هناك حق مكين ... عند ذى النّاج مقعدى ومكانى
٥٢٦* ولمّا سار جبلة بن الأيهم إلى بلاد الروم ورد على ملك الروم رسول معاوية، فسأله جبلة عن حسّان، فقال له: شيخ كبير قد عمى، فدفع إليه ألف دينار، وقال: ادفعها إلى حسّان. قال: فلمّا قدمت المدينة ودخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيه حسّان بن ثابت، فقلت له: صديقك جبلة يقرأ عليك السلام، قال: فهات ما معك، فقلت: يا أبا الوليد كيف علمت؟
قال: ما جاءتنى منه رسالة قطّ إلّا ومعها شىء. هذا فى بعض الروايات.
٥٢٧* قال: وحدّثنى ابن أخى الأصمعىّ عن الأصمعىّ عن أهل المدينة قال: بعث الغسّانىّ إلى حسّان بخمس مائة دينار وكسى، وقال للرسول: إن وجدته قد مات فابسط هذه الثياب على قبره واشتر بهذه الدنانير إبلا فانحرها على قبره، فجاء فوجده حيّا فأخبره، فقال: لوددت أنك وجدتنى ميتا!! ٥٢٨* قال بعض أهل المدينة: ما ذكرت بيت حسان إلّا عدت فى الفتوّة، (وهو قوله) :
أهوى حديث النّدمان فى فلق الصّ ... بح وصوت المغرّد الغرد [١]
٥٢٩* وولد لحسّان عبد الرحمن، من أخت مارية أمّ إبرهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تسمّى سيرين. وكان عبد الرحمن بن حسّان شاعرا. وكان له ابن يقال له سعيد بن عبد الرحمن.
٥٣٠* وكانت لحسّان بنت شاعرة، وأرق حسّان ذات ليلة فعنّ له الشعر