للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف وقد جرّبت تسعين حجّة ... وضمّ فؤادى نوطة هى ما هيا [١]

وفى كلّ عام يدعوان أطبّة ... إلىّ، وما يجدون إلا الهواهيا [٢]

فإن تحسما عرقا من الدّاء تتركا ... إلى جنبه عرقا من الداء ساقيا

فلا تحرقا جلدى، سواء عليكما ... أداويتما العصرين أم لا تداويا

شربت الشكاعى والتددت ألدّة ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا [٣]

شربنا وداوينا، وما كان ضرّنا ... إذا الله حمّ القدر ألّا تداويا [٤]

وقد أتى ابن أحمر فى شعره بأربعة ألفاظ لا تعرف فى كلام العرب [٥] :

سمّى النار «ماموسة» ، ولا يعرف ذلك، قال [٦] :

تطايح الطّلّ عن أعطافها صعدا ... كما تطايح عن ماموسة الشرر [٧]

وسمّى حوار الناقة «بابوسا» ، ولا يعرف ذلك، فقال:


[١] بء «جوبت» بدل «جربت» . س ف «قوامى» بدل «فؤادى» النوطة: ورم فى الصدر. وفى اللسان ٩: ٢٩٨ بيت آخر له كأنه من هذه القصيدة وفيه آخر أيضا ١٨:
٩١.
[٢] الأطبة: جمع قلة لطيب، والأطباء جمع كثرة. الهواهى: التخاليط والأباطيل واللغو من القول. والبيت فى اللسان ١٧: ٤٥٠، وروايته «وفى كل يوم» ولعلها أجود.
[٣] الشكاعى: من دق النبات، وهى دقيقة العيدان صغيرة خضراء، والناس يتداوون بها.
اللد: أن يؤخذ بلسان المريض فيمد إلى أحد شدقيه ويوجر فى الآخر الدواء فى الصدف بين اللسان وبين الشدق، واللدود، بفتح اللام: هو الدواء الذى يسقى بهذه الصفة، وجمعه «ألدة» . أقبل المكواة الداء: جعلها قبالته. والبيت فى اللسان ٤: ٣٩٥ و ١٠: ٥٢ و ١٢: ٥٧.
[٤] القدر، بسكون الدال: هو القدر، بفتحها. وحمه: قضاه وقدره.
[٥] ذكر فى اللسان ٥: ٤٠٥ نحو هذا، لم يذكر التبنس وذكر بدله «زوبر» وذلك عن ابن برى.
[٦] الأبيات الآتية من قصيدة ٥٢ بيتا فى الجمهرة ١٥٨- ١٦٠.
[٧] فى اللسان ٨: ١٠٨: «ماموسة: من أسماء النار، قال ابن أحمر- وذكر البيت- قيل أراد بماموسة النار، وقيل هى النار بالرومية، وجعلها معرفة غير منصرفة. ورواه بعضهم عن نانوسة الشرر وقال ابن الأعرابى: المانوسة النار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>