للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بومة تدعو الصّدى ... بين المشقّر واليمامه

(وأوّل الشعر:

أصرمت حبلك من أمامه ... من بعد أيّام برامه) [١]

٦٢٠* ثم إنّ عبيد الله بن زياد أمر به فحمل إلى سجستان إلى عبّاد بن زياد، فحبس بها، فكان ممّا قال فى الحبس (قوله) :

حىّ ذا الزّور وانهه أن يعودا ... إنّ بالباب حارسين قعودا

من أساوير لا ينون قياما ... وخلاخيل تسهر المولودا [٢]

وطماطيم من سبابيج غتم ... يلبسونى مع الصّباح قيودا [٣]

لا ذعرت السّوام فى غلس اللّ ... يل مغيرا ولا دعيت يزيدا [٤]

يوم أعطى من المخافة ضيما ... والمنايا يرصدننى أن أحيدا

٦٢١* وكان الحسين بن على رضى الله عنه تمثّل بهذين البيتين الآخرين حين بلغته بيعة يزيد بن معاوية، فعلم من حضر أنّه سيخرج عليه.


[١] برامة: موضع.
[٢] أساوير: جمع «أسوار» بضم الهمزة وكسرها، وهو القائد من الفرس، وقيل الجيد الرمى بالسهام، وقيل الجيد الثبات على ظهر الفرس، وجمعه «أساور» و «أساورة» ، قال فى اللسان: «والهاء عوض من الياء، وكأن أصله أساوير، وكذلك الزنادقة أصله زناديق، عن الأخفش» . وقد ثبت جمعه على الأصل والبيت شاهده.
[٣] الطماطيم: الأعاجم فى لسانهم طمطمة، أى: عجمة، لا يفصحون. السبابيج: قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحراس السجن، الواحد سبيجى، ويجمع أيضا «سبابجة» والهاء «للعجمة والنسب. وفى ل «من سبابج» وصححناه من المعرب واللسان. الغتم: جمع أغتم، وهو الذى في منطقه عجمة، لا يفصح شيئا. والبيت فى المعرب ١٨٣ واللسان ٣: ١١٩.
[٤] فى الطبرى ٦: ١٩١ والأغانى ١٧: ٦٨ «فى فلق الصبح» والبيتان فيهما، وكذلك تمثل الحسين بهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>