للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرسلنى يا عزّ نحوك صاحبى ... على طول نأى من حبيب ومرسل

بأن تضربى بينى وبينك موعدا ... وأنّ تخبرينى ما الّذى فيه أفعل

بآية ما جئناك يوما عشيّة ... بأسفل وادى الدّوم والثّوب يغسل

فقالت بثينة: يا جارية ابغينا من الدّومات حجرة البطحاء [١] حطبا لنذبح لكثيّر عريضا من البهم [٢] ونشويه له! قال كثيّر: أنا أعجل من ذلك، فراح إلى جميل فأخبره أنّ الموعد الدّومات.

٧٤٣* قال أبو محمّد: أرق عبد الملك بن مروان ذات ليلة، فقال: اطلبوا لى رجلا يحدّثنى، فخرجوا إلى المسجد، فوجدوا رجلا، فأدخلوه، فقال له عبد الملك: من أنت؟ قال: أنا فلان وكنت من أصدق الناس لجميل، قال:

فحدّثنى عنه، قال: خرجت معه مرّة، حتى انتهينا إلى خباء لآل بثينة، وسمعت به، فأقبلت فى نسوة معها، وأقبل جميل نحوها، فقعدن وقعد، فتحادثوا ساعة، ثم أخلوهما، فلم يزالا يتشكّيان حتّى غشينا الصّبح، فودّع كلّ واحد منهما صاحبه، ثم وضع جميل رجله فى الغرز، فمالت إليه بثينة فقالت: يا جميل ادن منى، فمال إليها برأسه وعنقه، فسارّته بشىء فخرّ مغشيّا عليه، ثم مضت، فأتيته فلم أزل عند رأسه حتّى طلعت الشمس عليه، فقام ينفض رأسه وهو يقول:

فما مكفهرّ فى رحى مرجحنّة ... ولا ما أسرّت فى معادنها النّحل [٣]

بأحلى من القول الذى قلت بعدما ... تمكّن فى حيزوم ناقتى الرّجل [٤]


[١] حجرة البطحاء: ناحيتها.
[٢] البهم، بفتح الباء وسكون الهاء: الصغار من أولاد الضأن والمعز وغيرها، واحدتها «بهمة» . والعريض منه: ما فوق العظيم ودون الجذع.
[٣] مرجحنة: ثقيلة.
[٤] الحيزوم: وسط الصدر وما يضم عليه الحزام.

<<  <  ج: ص:  >  >>