للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٦٤* ومن جيّد شعرها (قولها) فى توبة [١] :

أقسمت أرثى بعد توبة هالكا ... وأحفل من دارت عليه الدّوائر

لعمرك ما بالموت عار على الفتى ... إذا لم تصبه فى الحياة المعاير

(وما أحد حيّا، وإن كان سالما ... بأخلد ممّن غيّبته المقابر

ومن كان ممّا يحدث الدّهر جازعا ... فلا بدّ يوما أن يرى وهو صابر

وليس لذى عيش من الموت مذهب ... وليس على الأيّام والدّهّر غابر [٢]

ولا الحىّ ممّا يحدث الدّهر معتب ... ولا الميت إن لم يصبر الحىّ ناشر

وكلّ شباب أو جديد إلى بلى ... وكلّ امرئ يوما إلى الله صائر

وكلّ قرينى ألفة لتفرّق ... شتاتا، وإن ضنّا وطال التّعاشر

فلا يبعدنك الله ياتوب هالكا ... أخا الحرب إن ضاقت عليه المصادر

فأقسمت لا أنفكّ أبكيك ما دعت ... على فنن ورقاء أو طار طائر

قتيل بنى عوف، فيالهفتا له ... فما كنت إيّاهم عليه أحاذر [٣]

ولكنّما أخشى عليه قبيلة ... لها بدروب الرّوم باد وحاضر)

٧٦٥ وقولها [٤] :

فإن تكن القتلى بواء فإنّكم ... فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر [٥]

وإلّا تكن فيكم بواء فإنّكم ... ستلقون يوما ورده غير صادر


[١] انظر حماسة البحترى ٢٧٠ رقم ١٤٣٧ والأغانى ١٠: ٧٣، وفوات الوفيات ٢: ١٧٧.
[٢] س ف
وليس لذى عيش على الدهر مذهب
الغابر ههنا: الباقى، والغابر أيضا:
الماضى، هو من الأضداد.
[٣] س ف «فيا لهفة له» .
[٤] من قصيدة طويلة فى حماسة البحترى ٢٦٩ رقم ١٤٣٥ والأغانى ١٠: ٧١- ٧٢.
[٥] فى حاشية ب «البواء: الكفء» . والبيت فى اللسان ١: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>