للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملك (بن مروان) ، والجحّاف السّلمىّ عنده، فى شعر له:

ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر

فخرج الجحّاف (من فوره ذلك) مغضبا حتّى أغار على البشر، وهو ماء لبنى تغلب، وقتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا، وقال:

أبا مالك هل لمتنى مذ حضضتنى ... على القتل، أم هل لامنى لك لائم

متى تدعنى أخرى أجبك بمثلها ... وأنت امرؤ بالحق ليس بعالم [١]

فخرج الأخطل حتّى أتى عبد الملك بن مروان وقد قال:

لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعوّل

فإلّا تغيّرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل [٢]

فقال له عبد الملك: إلى أين يا ابن اللّخناء؟! قال: إلى النار (يا أمير المؤمنين! قال: أما والله لو غيرها قلت لضربت عنقك.

٨٥١* ونزل الأخطل على سعيد بن بيان التغلبىّ، وكان سعيد رجلا دميما أعور ذا مال كثير، وكان سيّد بنى تغلب بالكوفة، وكانت تحته برّة بنت أبى هانى التغلبىّ، وكانت من أجمل النساء، فاحتفل له سعيد وأحسن صلته وأكرمه، فلمّا أخذت الكأس من الأخطل جعل ينظر إلى وجه برّة وجمالها وإلى دمامة زوجها وعوره! فتعجّب منها ومن صبرها عليه، فقال له سعيد: يا أبا مالك، أنت (رجل) تدخل على الخلفاء والملوك وتنظر إلى هيئتهم وتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم: فأين ترى هيئتنا من هيئتهم؟ وهل ترى عيبا تنبّهنا عليه؟!


[١] س ف «لست بعالم» .
[٢] مستماز: موضع ينفصل إليه ويتباعد. مزحل، بالزاى: موضع يزحل إليه، أو يتنحى ويتباعد. أو كلاهما مصدر ميمى. والبيت فى اللسان ٧: ٢٩٠ وعجزه فيه ١٣:
٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>