للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فخرج وهو محموم، وأمر لى بثلاثمائة درهم وللأحوص بمثلها، وأمر لنصيب بمائة وخمسين درهما.

٨٨٩* وكان كثيّر أحد عشّاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته عزّة، وإليها ينسب، وهى من ضمرة.

٨٩٠* ولقيته امرأة فى بعض الطريق [١] ، فقالت: أأنت كثيّر؟ قال:

نعم، قالت: والله لقد رأيتك فما أخذتك عينى! قال: وأنا والله لقد رأيتك فأقذيت عينى! قالت: والله لقد سفّل الله بك إذ جعلك لا تعرف إلّا بامرأة، قال: ما سفّل الله بى، ولكن رفع بها ذكرى، واستنار بها أمرى، واستحكم بها شعرى، وهى كما قلت:

وإنى لأسمو بالوصال إلى التى ... يكون شفاء ذكرها وازديارها

إذا أخفيت كانت لعينك قرّة ... وإن بحت يوما لم يعمّك عارها

فقالت: مرّ فى قصيدتك، فمرّ فيها، فلمّا بلغ:

وما روضة بالحزن طيّبة الثّرى ... يمجّ النّدى جثجاثها وعرارها [٢]

بأطيب من أردان عزّة موهنا ... إذا أوقدت بالمجمر اللّدن نارها

قالت: كان امرؤ القيس أحسن نعتا لصاحبته حيث يقول:

ألم تريانى كلّما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب

٨٩١* وبعثت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله إلى كثيّر، فقالت له: يا ابن أبى جمعة ما الذى يدعوك إلى ما تقول من الشعر فى عزّة وليست على ما


[١] هذه القصة رواها الجاحظ فى المحاسن والأضداد ١٣٩- ١٤٠ مطولة، وذكر فيها أن المرأة هى قطام صاحبة عبد الرحمن بن ملجم.
[٢] الجثجاث: شجر أخضر ينبت بالقيظ له زهرة صفراء طيبة الريح. والبيتان فى اللسان ٢: ٤٣٣ غير منسوبين.

<<  <  ج: ص:  >  >>