للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ الخليط تصدّع ... فطر بدائك أوقع

لولا جوار حسان ... حور المدامع أربع

أمّ البنين وأسما ... ء والرّباب وبوزع

لقلت للرّاحل ارحل ... إذا بدا لك أو دع

٣٩* وهذا الشعر بيّن التكلّف ردىء الصنعة. وكذلك أشعار العلماء، ليس فيها شىء جاء عن إسماح وسهولة، كشعر الأصمعىّ، وشعر ابن المقفّع، وشعر الخليل، خلا خلف الأحمر، فإنّه (كان) أجودهم طبعا وأكثرهم شعرا.

ولو لم يكن فى هذا الشعر إلا «أمّ البنين» و «بوزع» لكفاه! ٤٠* فقد كان جرير أنشد بعض خلفاء بنى أميّة قصيدته التى أوّلها:

بان الخليط برامتين فودّعوا ... أو كلّما جدّوا لبين تجزع

كيف العزاء ولم أجد مذ بنتم ... قلبا يقرّ ولا شرابا ينقع

وهو يتحفّز ويزحف من حسن الشعر [٢] ، حتّى إذا بلغ إلى قوله:

وتقول بوزع قد دببت على العصا ... هلّا هزئّت بغيرنا يا بوزع!

قال له: أفسدت شعرك بهذا الاسم، وفتر.

٤١* قال أبو محمّد: وقد يقدح فى الحسن قبح اسمه، كما ينفع القبيح حسن اسمه، ويزيد فى مهانة الرجل فظاعة اسمه [٣] ، وتردّ


[١] ينقع بالقاف. يقال «شرب حتى نقع» أى: شفى غليله وروى. و «نقع الماء العطش» أذهبه وسكنه.
[٢] ش ف «ويزحف إليها استحسانا لها» .
[٣] س ف «فظاظة اسمه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>