١١٩٠* (وكان أصاب فى بعض غاراته امرأة من كنانة، فاتّخذها لنفسه، فأولدها، وحجّ بها، ولقيه قومها، وقالوا: فادنا بصاحبتنا، فإنّا نكره أن تكون سبيّة عندك، قال: على شريطة، قالوا: وما هى؟ قال: على أن نخيّرها بعد الفداء، فإن اختارت أهلها أقامت فيهم، وإن اختارتنى خرجت بها، وكان يرى أنّها لا تختار عليه، فأجابوه إلى ذلك، وفادوا بها، فلمّا خيّروها اختارت قومها، ثم قالت: أما إنّى لا أعلم امرأة ألقت سترا على خير منك: أغفل عينا وأقلّ فحشا وأحمى لحقيقته، ولقد أقمت معك وما يوم يمضى إلا والموت أحبّ إلّى من الحياة فيه، وذلك أنّى كنت أسمع المرأة من قومك تقول: قالت أمة عروة كذى، وقالت أمة عورة كذى؛ والله لا نظرت فى وجه غطفانيّة، فارجع راشدا، وأحسن إلى ولدك «٥» .