للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أعلم [١] فيه شيئا يستحسن إلّا قوله:

النّشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكفّ عنم

ويستجاد منه قوله:

ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم [٢]

٥٠* وكان الناس يستجيدون للأعشى قوله [٣] :

وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها

حتى قال [٤] أبو نواس:

دع عنك لومى فإنّ اللّوم إغراء ... وداونى بالتى كانت هى الدّاء

فسلخه وزاد فيه معنى آخر، اجتمع له به الحسن فى صدره وعجزه، فللأعشى فضل السّبق إليه، ولأبى نواس فضل الزيادة فيه [٥] .

٥١* وقال الرشيد للمفضّل الضبىّ:

اذكر لى بيتا جيد المعنى يحتاج إلى مقارعة الفكر فى استخراج [٦] خبيئه ثمّ دعنى وإيّاه. فقال له المفضّل: أتعرف بيتا أوّله أعرابى فى شملته، هابّ من نومته، كأنّما صدر عن ركب جرى فى أجفانهم الوسن فركد، يستفزّهم بعنجهيّة [٧] البدو، وتعجرف الشّدو، وآخره


[١] س ف هـ «ولا أعرف» .
[٢] «يعلم» ضبط فى هذا الكتاب بالبناء للمجهول، وفى المفضليات بالبناء للفاعل، فأثبتناهما معا، والمعنى واحد، يريد أن أمام الإنسان عاقبة عمله، أو أمامه الشيب والهرم والأمراض والعلل.
[٣] س ف «يستجيدون قول الأعشى» .
[٤] س ف «إلى أن قال» .
[٥] س ف «عليه» .
[٦] س ف «إلى مقارعة الأذهان فى إخراج» .
[٧] العنجهية: الكبر والعظمة، أو الجفوة وخشونة المطعم وسائر الأمور، أو الجهل والحمق.
وضبطت هنا بفتح الجيم، ونقل صاحب اللسان الفتح عن ابن سيده عن ابن الأعرابى، والجادة ضم الجيم، وهو الذى فى القاموس وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>