عتب ما للخيال خبّرينى ومالى ... لا أراه أتانى زائرا مذ ليالى
لو رآنى صديقى رقّ لى أو رثى لى ... أو يرانى عدوّى لان من سوء حالى
١٤٣٤* وكانت عتبة هذه التى يشبّب بها جارية لريطة بنت أبى العبّاس السفّاح، وكانت تحت المهدىّ، فلمّا بلغ المهدىّ إكثاره فى وصفها غضب فأمر بحبسه، ثم شفع له يزيد بن منصور الحميرىّ خال المهدىّ، فأطلقه. ثم حبسه الرشيد، فكتب إليه من الحبس بأبيات فيها:
تفديك نفسى من كلّ ما كرهت ... نفسك إن كنت مذنبا فاغفر
يا ليت قلبى مصوّر لك ما ... فيه لتستيقن الّذى أضمر
فوقّع الرشيد فى رقعته: لا بأس عليك. فأعاد عليه رقعة بأبيات، فيها:
كأنّ الخلق ركّب فيه روح ... له جسد وأنت عليه راس
أمين الله إنّ الحبس بأس ... وقد وقّعت: ليس عليك باس