١٦٠٩* وأخذ هذا من عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب، وكان قد عمى فقال:
إن يأخذ الله من عينىّ نورهما ... ففى لسانى وقلبى منهما نور «١»
قلبى ذكىّ وعقلى غير ذى دخل ... وفى فمى صارم كالسّيف مأثور
١٦١٠* وكان أبو يعقوب متّصلا بمحمد بن منصور بن زياد، كاتب البرامكة، وله فيه مدائح جياد، ثمّ رثاه بعد موته فقيل له «٢» : يا أبا يعقوب مدائحك لآل منصور بن زياد أحسن من مراثيك وأجود! فقال: كنّا يومئذ نعمل على الرّجاء، ونحن اليوم نعمل على الوفاء، وبينهما بون بعيد! ١٦١١* وهو القائل فى عينيه:
أصغى إلى قائدى ليخبرنى ... إذا التقينا عمّن يحيّينى «٣»
أريد أن أعدل السّلام وأن ... أفصل بين الشّريف والدّون
أسمع ما لا أرى فأكره أن ... أخطىء والسّمع غير مأمون
لله عينى التى فجعت بها ... لو أنّ دهرا بها يواتينى
لو كنت خيّرت ما أخذت بها ... تعمير نوح فى ملك قارون
حقّ أخلّائى أن يعودونى ... وأن يعزّوا عنّى ويبكونى