وكذلك ورد في هذه القصيدة أيضا عند ذكر ملك الروم وانهزامه لما فتحت مدينة عمّورية، فقال:
إن يعد من حرّها عدو الظّليم فقد ... أوسعت جاحمها من كثرة الحطب
فالحطب: استعارة للقتلى.
وقبل هذا البيت ما يدل عليه؛ لأنه قال:
أحذى قرابينه صرف الرّدى ومضى ... يحتثّ أنجى مطاياه من الهرب
موكّلا بيفاع الأرض يشرفها ... من خفّة الخوف لا من خفّة الطّرب
إن يعد من حرها عدو الظّليم ...
............... .. البيت وأحسن من هذا كله قوله «١» :
تطلّ الطلول الدّمع في كلّ منزل ... وتمثل بالصّبر الدّيار المواثل
دوارس لم يجف الرّبيع ربوعها ... ولا مرّ في أغفالها وهو غافل
يعفّين من زاد العفاة إذا انتحى ... على الحيّ صرف الأزمة المتحامل «٢»
فقوله: «زاد العفاة» : استعارة طوى فيها ذكر المستعار له، وهو أهل الديار، كأنه قال: يعفين من قوم هم زاد العفاة.
وله في الغزل من الاستعارة ما بلغ به غاية اللطافة والرقة، وذلك في قصيدته التي مطلعها:
إنّ عهدا لو تعلمان ذميما «٣»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute