للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه ورد قول البحتري «١» :

الله أعطاك المحبّة في الورى ... وحباك بالفضل الّذي لا ينكر

ولأنت أملأ في العيون لديهم ... وأجلّ قدرا في الصّدور وأكبر

أي: أنت أملأ في العيون من غيرك.

[أما القسم الثاني المشتمل على حذف المفردات]

فإنه يتصرف على أربعة عشر ضربا:

[الأول: حذف الفاعل،]

والاكتفاء في الدلالة عليه بذكر الفعل، كقول العرب:

أرسلت، وهم يريدون جاء المطر؛ ولا يذكرون السماء، ومنه قول حاتم:

أماويّ؛ ما يغني الثّراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر

يريد النفس، ولم يجر لها ذكر وعلى هذا ورد قوله تعالى: كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق

والضمير في بلغت

للنفس، ولم يجر لها ذكر.

وقد نص عثمان بن جني رحمه الله تعالى على عدم الجواز في حذف الفاعل، وهذه الآية وهذا البيت الشعري وهذه الكلمة الواردة عن العرب على خلاف «٢» ما ذهب إليه، إلّا أن حذف الفاعل لا يجوز على الإطلاق، بل يجوز فيما

<<  <  ج: ص:  >  >>