وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي
فقوله «وخير القول أصدقه» اعتراض بين المفعول والفعل؛ لأن موضع حقنت نصب؛ إذ هو مفعول أبالي، وفائدته إثبات ما ماثل به بين ماء الوجه والدم: أي أن هذا القول صدق ليس بكذب.
وأما القسم الثاني-
وهو والذي يأتي في الكلام لغير فائدة- فهو ضربان:
[الضرب الأول:]
يكون دخوله في الكلام كخروجه منه لا يكتسب به حسنا ولا قبحا؛ فمن ذلك قول النابغة «١» :
يقول رجال يجهلون خليقتي ... لعلّ زيادا لا أبالك غافل
فقوله «لا أبالك» من الاعتراض الذي لا فائدة فيه، وليس مؤثرا في هذا البيت حسنا ولا قبحا.
ومثله جاء قول زهير «٢» :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبالك يسأم
وقد وردت هذه اللفظة- وهي «لا أبالك» - في موضع آخر فكان للاعتراض بها فائدة حسنة، كقول أبي تمام: