للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يتصل بذلك قوله تعالى: وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون

فاللام في لنحن

هي اللام المشار إليها.

وكذلك ورد قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا

فإن هذه اللام في قوله:

ليستخلفنهم

وليمكنن

وليبدلنهم

إنما جاءت لتحقيق الأمر وإثباته في نفوس المؤمنين وأنه كائن لا محالة.

ومما يجري هذا المجرى في التوكيد لام الابتداء المحققة لما يأتي بعدها، كقوله تعالى: إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا

فاللام في ليوسف

لام الابتداء، وفائدتها تحقيق مضمون الجملة الواردة بعدها: أي أن زيادة حبه إياهما أمر ثابت لامراء فيه.

ومن هذا النوع قول بعضهم:

والشّيب إن يظهر فإنّ وراءه ... عمرا يكون خلاله متنفّس

لم ينتقص منّي المشيب قلامة ... ولما بقى منّي ألبّ وأكيس

فقوله «ولما بقى مني» تقديره وما بقي مني، وإنما أدخل على «ما» هذه اللام قصدا لتأكيد المعنى؛ لأنه موضع يحتاج ألى التأكيد، ألا ترى أن قوّة العمر في الشباب، ولما أراد هذا الشاعر أن يصف المشيب، وليس مما يوصف وإنما يذم، أتى باللام لتؤكد ما قصده من الصفة.

وكذلك ورد قول الشاعر من أبيات الحماسة «١» :

إنّا لنصفح عن مجاهل قومنا ... ونقيم سالفة العدوّ الأصيد «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>