للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال:

علّ الأمير يرى ذلّي فيشفع لي ... إلى الّتي تركتني في الهوى مثلا «١»

والإضراب عن مثل هذا التخلص خير من ذكره، وما ألقاه في هذه الهوّة إلا أبو نواس؛ فإنه قال «٢» :

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك لعلّ الفضل يجمع بيننا «٣»

على أن أبا نواس أخذ ذلك من قيس بن ذريح، لكنه أفسده ولم يأت به كما أتى به قيس، ولذلك حكاية، وهو أنه لما هام بلبنى في كل واد وجنّ بها رقّ له الناس ورحموه، فسعى له ابن أبي عتيق إلى أن طلقها من زوجها، وأعادها إلى قيس، فزوجها إياه؛ فقال عند ذلك:

جزى الرّحمن أفضل ما يجازي ... على الإحسان خيرا من صديق

وقد جرّبت إخواني جميعا ... فما ألفيت كابن أبي عتيق

سعى في جمع شملي بعد صدع ... ورأي حرت فيه عن طريقي

وأطفى لوعة كانت بقلبي ... أغصّتني حرارتها بريقي

وبين هذا الكلام وبين كلام أبي نواس بون بعيد؛ وقد حكي عن ابن أبي عتيق أنه قال: يا حبيبي أمسك عن هذا المديح فما يسمعه أحد إلا ظنني قوّادا.

<<  <  ج: ص:  >  >>