للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ورد قول بعض شعراء الحماسة «١» :

لعمري لرهط المرء خير بقيّة «٢» ... عليه وإن عالوا به كلّ مركب

من الجانب الأقصى وإن كان ذا غنى ... جزيل ولم يخبرك مثل مجرّب

الضرب الثاني من التضمين: وهو أن يضمن الشاعر شعره والناثر نثره كلاما آخر لغيره؛ قصدا للاستعانة على تأكيد المعنى المقصود، ولو لم يذكر ذلك التضمين لكان المعنى تاما، وربما ضمن الشاعر البيت من شعره بنصف بيت، أو أقلّ منه، كما قال جحظة:

قم فاسقنيها يا غلام وغنّني ... ذهب الّذين يعاش في أكنافهم «٣»

ألا ترى أنه لو لم يقل في هذا البيت «ذهب الذين يعاش في أكنافهم» لكان المعنى تاما لا يحتاج ألى شيء آخر، فإن قوله «قم فاسقنيها يا غلام وغنني» فيه كفاية؛ إذ لا حاجة له إلى تعيين الغناء؛ لأن في ذلك زيادة على المعنى المفهوم، لا على الغرض المقصود.

وقد ورد هذا في عدة مواضع من شعر أبي نواس في الخمريات، كقوله في مخاطبة بعض خلطائه على مجلس الشراب «٤» :

فقلت هل لك في الصّهباء تأخذها ... من كفّ ذات حر فالعيش مقتبل «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>