للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما في وقوفك ساعة من باس «١»

انتهى إلى قوله:

إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس

فقال الحكيم الكندي: وأي فخر في تشبيه ابن أمير المؤمنين بأجلاف العرب؟

فأطرق أبو تمام ثم أنشد هذين البيتين معتذرا عن تشبيهه إياه بعمرو وحاتم وإياس، وهذا معنى يشهد به الحال أنه ابتدعه، فمن أتى من بعده بهذا المعنى أو بجزء منه فإنه يكون سارقا له.

وكذلك ورد قول أبي الطيب المتنبي في عضد الدولة وولديه «٢» :

وأنت الشّمس تبهر كلّ عين ... فكيف وقد بدت معها اثنتان

فعاشا عيشة القمرين يحيا ... بضوئهما ولا يتحاسدان

ولا ملكا سوى ملك الأعادي ... ولا ورثا سوى من يقتلان

وكان ابنا عدوّ كاثراه ... له ياءي حروف أنيسيان

وهذا معنى لأبي الطيب، وهو الذي ابتدعه: أي أن زيادة أولاد عدوّك كزيادة التصغير؛ فإنها زيادة نقص.

وما ينبغي أن يقال إن ابن الرومي ابتدع هذا المعنى الذي هو «٣» :

<<  <  ج: ص:  >  >>