أعطيت حتّى لم تدع لك سائلا ... وبدأت إذ قطع العفاة سؤالها
وقد افتضح البحتري في هذه المآخذ غاية الافتضاح، هذا على بسطة باعه في الشعر وغناه عن مثلها، وقد سلك هذه الطريق فحول الشعراء ولم يستنكفوا من سلوكها؛ فممن فعل ذلك أبو تمام؛ فإنه قال:
قد قلّصت شفتاه من حفيظته ... فخيل من التّعبيس مبتسما
سبقه عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن فقال:
وإذا شئت أن ترى الموت في صو ... رة ليث في لبدتي رئبال
فالقه غير أنّما لبدتاه ... أبيض صارم وأسمر عال
تلق ليثا قد قلّصت شفتاه ... فيرى ضاحكا لعبس الصّيال