غرّبته الخلائق الزّهر في النّا ... س وما أوحشته بالتّغريب
وكذلك ورد قول أبي نواس:
وكّلت بالدّهر غير غافلة ... من جود كفّك تأسو كلّ ما جرحا
أخذه ابن الرومي؛ فقال:
الدّهر يفسد ما استطاع وأحمد ... يتتبّع الإفساد بالإصلاح
وعلى هذا ورد قول ابن الرومي:
كأنّي أستدني بك ابن حنية ... إذا النّزع أدناه من الصّدر أبعدا
أخذه بعض شعراء الشام، وهو ابن قسيم الحموي، فقال:
فهو كالسّهم كلّما زدته منك دنوّا بالنّزع زادك بعدا ولقيت جماعة من الأدباء بالشام، ووجدتهم يزعمون أن ابن قسيم هو الذي ابتدع هذا المعنى، وليس كذلك، وإنما هو لابن الرومي.
ومما يجري هذا المجرى قول أبي العتاهية:
وإنّي لمعذور على فرط حبّها ... لأنّ لها وجها يدلّ على عذري
أخذه أبو تمام؛ فقال:
له وجه إذا أبصر ... ته ناجاك عن عذري
فأوجز في هذا المعنى غاية الإيجاز.
ومما يجري على هذا النهج قول أبي تمام:
كانت مساءلة الرّكبان تخبرني ... عن أحمد بن سعيد أطيب الخبر