للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عثمان-ويقال: بل قائل ذلك عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز-يذكر النقاخ أنه الماء العذب:

[فإن] (١) ... شئت حرّمت النساء سواكم

وإن شئت لم أشرب نقاخا ولا بردا (٢)

وإن شئت غرنا معكم ثمّ لم نزل ... بمكة حتى تجلسي قائلا نجدا (٣)

ثم تفرغ تلك الفسقية في سرب (٤) من رصاص يخرج إلى موضع وضوء كان عند باب المسجد، باب الصفا [في بركة] (٥) كانت في السوق.

قال: فكان الناس لا يقفون على تلك الفسقية ولا يكاد أحد يقربها، وكانوا على شرب ماء زمزم أحرص، وفيه أرغب، فلما رأى ذلك القسري صعد المنبر، فتكلم بكلام يؤنّب فيه أهل مكة ثم نزل.

فلم تزل تلك البركة على حالها حتى قدم داود بن علي مكة حين أفضت الخلافة إلى بني هاشم. فكان أول ما أحدث بمكة فيما يقولون: أن هدمها وكسر الفسقية، وصرف العين إلى بركة كانت بباب المسجد، فسرّ الناس بذلك سرورا عظيما حين هدمت.

فكان ذلك السرب الرصاص على حاله (٦)،حتى قدم بشر الخادم مولى


(١) في الأصل (أن) والتصحيح من اللسان.
(٢) البيت في اللسان ٦٥/ ٣ ونسبه للعرجي، ولم يذكر البيت الثاني. وفسّر البرد بالرّيق. وفي ٨٥/ ٣ نقل عن ثعلب أنه النوم. وجاء فيه لفظة (أشرب) أطعم.
(٣) غرنا: أي أتينا الغور، وهو ما انخفض من الأرض، من غار يغور غورا. والمقصود هنا: غور تهامة، وهو: ما بين ذات عرق والبحر إلى اليمن.
وضد الغور: الجلس، وهو: ما ارتفع من الأرض، ومثله نجد.
ويقال لمن يأتي الجلس: أجلس، ولمن يأتي النجد: أنجد. لسان العرب ٤٠/ ٦،٣٤/ ٥.
(٤) السرب: طريق الماء، أو القناة التي يجري فيها الماء. اللسان ٤٦٤/ ١.
(٥) في الأصل (وبركة) والتصويب من الأزرقي.
(٦) أنظر الأزرقي ١٠٧/ ٢ - ١٠٩،والفاسي في العقد ٢٧٣/ ٤ - ٢٧٥،وابن فهد في الإتحاف ١٢٣/ ٢ - ١٢٤.وانظر لخطبة القسري الأغاني لأبي الفرج ١٦/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>