(٢) العشيرة: لم تعد معروفة اليوم، وأرض ابن أبي مليكة لا تعرف، إلا أن الحديبية معروفة. ويتبين من وصف الفاكهي للعشيرة أنها المنطقة التي أقيم عليها اليوم (مخفر شرطة الشميسي) لأنه هو الذي يكون على يسارك بعد الحديبية. والله أعلم. (٣) قبر العبد: سألت عنه بعض أهل الخبرة فلم يعرفه، إلاّ أن الشريف محمد بن فوزان الحارثي أخبرني أنه يقع على طريق مكة جدة الذي أنشأه الملك سعود-رحمه الله-غرب الحديبية، قبل أميال الحرم عند مخفر الشرطة القديم في خشم ضلع هناك، والله أعلم. (٤) الجفّة: تطلق اليوم على جبل مشهور يقابل الدومة الحمراء من الشمال، وسيذكرها الفاكهي في مبحث (ما يسكب من أودية الحل في الحرم) وهناك حددها بأوضح مما هنا، حيث ذكر هناك أنها على يسار الذاهب إلى جدّة عند حنك الغراب، مقابلة لردهة بشام. قلت: أما قوله (حنك الغراب) فهو جبل أظلم الذي هو أحد الحدود الغربية للحرم الشريف، وهذا الجبل عبارة عن سلسلة جبلية سوداء تمتد من غرب الشميسي ويمر من رأسه الجنوبي طريق جدّة السريع، وهو الى الغرب قليلا من بوابة مكة المكرّمة التي تقام حديثا على طريق جدة السريع. وردهة بشام لا زالت معروفة باسم (بشيم) بالتصغير، وقام على هذه الردهة مزرعة لقائم مقام مكة الشريف شاكر بن هزّاع، والجبل الذي يحدّ ردهة بشيم من الجنوب هو حد الحرم هناك. وأما قول الفاكهي هنا (حنكة الحل) فمراده والله أعلم (حنك الغراب) وأما قوله (المضيق) فلم أعرف ما أرد به هنا، وليس في هذا الموضع ما يسمّى الآن بهذا الاسم. ولعله أراد ذلك الممر الذي يقع بين جبل الجفّة من الشرق وبين جبل الدومة السوداء من الغرب، والله أعلم وقوله (الرماق) لم يعد هذا الاسم معروفا الآن في هذا الموضع.